تابعنا على

"العملاق" الذي أنقذ البشرية ولم يجني سوى الألم !!

3

الدكتور دونالد هندرسون | "العملاق" الذي أنقذ البشرية ولم يجني سوى الألم !!


دونالد هندرسون العملاق

اليوم نتحدثُ عن أحد أبطال الظل الذين يستحقون أن نُعرّف العالم بهم وما قدموه للإنسانية.

إنه الرجل الذي اطلقوا عليه لقب العملاق في مجال صحة الإنسان وكان أحد أكبر محاربي الأمراض التي عذبت الملايين بعشرات السنين مثل الجدري وشلل الاطفال ورغم كلَ ما قدمه للبشرية انتهى به المطاف بأن يموتَ وحيداً في دارٍ للعجزة بعيداً عن الاضواء.

- نشأته:

ولدَ هندرسون في مدينة لكود الأميركية في عام 1928 وكانت والدته تعمل كممرضة في ما كان والدهُ مهندساً.
تأثرَهندرسون في خاله (الطبيب الكندي المشهور وليم ماكملاند) الممارس الطبي العام وعضوٌ بارزٌ في مجلسة الشيوخ الكندي.


حصل هندرسون على شهادته الجامعية في عام 1950من كلية أوبرلين, كما حصل على شهادة الماجستير في عام 1954 من كلية الطب في (جامعة روتشستر) ونجح في الحصول على زمالةٍ جامعية وإقامةٍ دائمة في (مستشفى ماري ايموجيني باسيت - Mary Imogene Bassett Hospital).


دونالد هندرسون : انطلاقته

- حياته المهنية:

بعد أن حصل هندرسون على تدريبٍ لمدةِ عامين على برنامج التوعية للأمراض والأوبئة التابع لمراكز مكافحة الأمراض السارية, أصبح هندرسون على الفور اليد اليمنى والرجل الموثوق فيه لدى اليكس لاندمو مؤسسة برنامج التوعية بالأمراض.

ولذلك اقترح هندرسون أن يتم تأسيس حملات لمكافحة الحصبة والجدري والسيطرة عليها في إفريقيا.

لقد أثبتت مثل هذه الحملات أهميتها بسبب نجاحها و قضائها على الجدري في معظم الدول الغربية بعد الحرب العالمية الثانية إلا أن المرض لايزال منتشراً في البرازيل , إفريقيا وجنوب آسيا.



دونالد هندرسون لقاح الجدري

- إنجازاته:

تم إرسال هندرسون الى جنيف في عام 1966 لتولي رئاسة حملات منظمة الصحة العالمية ضد هذا المرض وكانت الفرصة المتاحة لنجاح هندرسون محدودة لكنه ركز على عزل مراكز انتشار الوباء وتطعيم الناس بشكل ممنهج بدلاً من برامج التطعيم العامة.

بفضل جهوده في هذا البرنامج كان الجدري من أهم الأمراض التي تم القضاء عليها بالكامل لأول مرة في التاريخ كما كان هندرسون أول من أسس برنامج للقاء عالمي عن مرض شلل الأطفال.


وبالإضافةإلى أنه
 تم الإعلان عن أخر حالة لمرض الجدري في عام 1977 التي تم تشخيصها في الصومال وبعدها أعلنت منظمة الصحة العالمية في عام 1980 عن القضاء على المرض بشكل نهائي.

في عام 1977 عاد هندرسون الى كلية جونز هوبكنز التي حصل فيها على ماجستير في الصحة العمومية عام 1960 وبذلك أصبح عميداً لكلية الصحة العامة المعروفة حاليا بأسم كلية بلونبرج, وكذلك أصبح أستاذا محاضرا في علم الاوبئة والامراض والصحة العالمية.


دونالد هندرسون لقاح الجدري

- الجوائز اتي حصل عليها:

نال هندرسون العديد من الأوسمة تقديراً لجهوده المتنوعة منها وسام الحرية من الرئيس الأميركي والوسام الوطني للعلوم وجائزة ملك تايلند ماهيدول في مجال الصحة العالمية وجائزة لوسكر نيابة عن منظمة الصحة العالمية تقديراً لجهوده في القضاء على الجدري وجوائز خاصة من 19 دولة.


جوائز دونالد هندرسون


كما أنه استطاع أن يجذب المزيد من رؤوس الأموال الحكومية والخاصة بحيث استطاع ان يأسس 13 مركزاً علاجياً وجامعياً جديداً, مثل إنشاء مركز للتواصل وانشاء مركز اختبار الحيوانات وكذلك مركز أبحاث الوقاية والتحصين من الاصابات والجروح والامراض.

ولم ينسى هندرسون في ذلك العدل والمساواة والدفاع عن حقوق المرأة وجسدها في تعيين اول أمراة أميركية من أصول إفريقية في منصب مساعد العميد وكذلك تنصب أول سيدة في منصب مستشارة أكاديمية للعميد وكان ذلك عام 1980 .

وبعد ان استقال هندرسون من منصب عميد الكلية في عام 1990, توجه ليكون متحدث رسمي يقوم بتوعية الآخرين عن الصحة العامة, وبعدها بعام واحد فقط تم تعينيه في البيت الأبيض ولمدة 3 سنوات كمدير للعلوم الطبيعية في مكتب العلوم والتنكلوجيا التابع للبيت الأبيض.

وبعدها عمل في منصب نائب وزير لدى وزاة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية وكمستشارة علمي تنفيذي لدى الوزارة من عام 93 الى 95, وبعد كارثة 11 من سبتمبر كان هو أول وأفضل اختيار للعمل كمدير لمكتب وزارة الصحة لتنسيق الرد العام على حالات الطوارئ.

- حياته الزوجية ووفاته:

تزوج الدكتور هندرسون لمدة 64 عامًا من نانا براج ، التي التقى بها وهو يعمل في الكتاب السنوي في أوبرلين.

قضى هذا الطبيب الماهر 10 سنين من حياته في القضاء على الجدري في جميع أنحاء العالم كما أنشئ برامج تطعيم دولية للأطفال - لعب دوراً أساسياً في إنشاء برامج وطنية للصحة العامة تهدف للتأهب في حالة الهجمات والكوارث البيولوجية وباحثاً متميزاً في مركز جامعة بكسبورت الطبية لشؤون الامن الصحي.


وفاة دونالد هندرسون


انتهى به الامر إلى العيش في دار للمسنين حتى توفي في 19 اغسطس عام 2016 بسبب مضاعفات كسر عظام الفخذة في احد دور العجزة في مدينة تاوسون.

في جنازته قال عنه أحد زملائه: كان طبيباً رائعاً استطاع ان يحافظ على الصحة العامة ويساهم في نشرالوعي اتجاه بعض الأمراض والقضاء على بعضها مثل وباء انفلونزا كما كان له جهوداً ملحوظة في تولي حملة منظمة الصحة العالمية للقضاء على وباء الجدري.


ولهذا فقد كان الجميع متأكداً انهم قد فقدوا بطلاً حقيقاً لطالما ساهم في توعية الناس حول صحتهم العامة وكيفية الحفاظ عليها .



وفي نهاية الختام نشكر متابعتكم ,, ونسعد بتعليقاتكم واقتراحاتكم للمقالة التالية.🙏

المراجع:

- جونز هوبكنز
مدرسة بلومبرج للصحة العامة

دونالد ج. ماكنيل جونيور مراسل علوم وصحة متخصص في الأوبئة
المقالات ذات الصلة 👇

التعليقات

  1. جميل جدا بالفعل بيستحق التكريم
    لو كان موجود لوجد حل لهالجائحة يلي عم تغزو العالم
    شكرا صلاح

    ردحذف
  2. مقالة شيقة و صياغة تنم عن ثقافة عالية .. ممتاز سيد صلاح

    ردحذف