تشانغ سين | صنعت نفسها من الصفر و حتى الثراء !!
من الممكن التحول من الفقر إلى شخص ناجح أما التحول إلى شخص ثري هو الصعب لكن أن تتحول لأحد أثرياء العالم فهذا هو المستحيل..
السيدة تشانغ سين هي دليل حي على إمكانية فعل ذلك المستحيل بالرغم من سنواتها الأولى التي عاشتها في فقر لا مثيل له وحرمانها المبكر من والدتها إلا أنها فعلت المستحيل لتصبح من أثرياء نساء العالم برحلة نجاح مليئة بالإثار والحماس والمواقف الملهمة.
نشأتها:
ولدت زو كونفي في عام 1970 في شيانك شانك في مقاطعة هونان الصينية لأسرة فقيرة جداً.
والدها كان مجنداً في الجيش تقاعد براتب بسيط بعد إصابته في عمل جزئي وفقدانه لإصبعه و معظم بصره وذلك قبل ولادة سين مما اضطره إلى العمل في إصلاح الكراسي والدراجات لكسب عيش أسرته أما والدتها فقد توفيت وهي في الخامسة من عمرها.
أثناء الطفولة البائسة لسين التي هي أصغر أخواتها الثلاثة سنًا تعلمت الإعتماد على نفسها فبدأت من منطلق إحساسها بالمسؤولية في تربية الحيوانات وبيعها لهم لكسب المال و مساعدة والدها في متاعب الحياة.
إنطلاقتها:
بالرغم من الحال المادي العسير الذي تربت فيه سين إلا أنها تمكنت من إكمال الثانوية في إحدى المدارس المحلية وفي ال 16 من عمرها إنتقلت لتعيش رفقة أسرة عمها ومنها إلى شنكن كعاملة مهاجرة على أمل الحصول على وظيفة حكومية ولكنها تخلت عن الفكرة بعد أن تم رفضها.
وبدأت العمل في بعض الوظائف بالقرب من جامعة تشنتشن التي كانت تدرس فيها وبفضل جهدها في الدراسة والعمل تمكنت في الحصول على أكثر من شهادة في مجالات متنوعة مثل المحاسبة والكمبيوتر وغيرها.
استمرت سين في شغل بعض الوظائف الجزئية إلى أن حصلت على أول دوام كامل لها في إحدى الشركات الصغيرة التي تعمل في مجال قطع غيار الساعات وكان راتبها الشهري آنذك 180 إيوان صيني.
تأسيسها لشركتها:
في أول ثلاث شهور لها في الشركة تقدمت بخطاب استقالةٍ بسبب عدم قبول زملائها لبعض أفكارها المميزة التي تسعى من خلالها إلى تطوير الشركة والمفاجئة أن رئيسها بدلاً من قبوله لطلب الاستقالة قام بترقيتها لمنصبٍ أعلى لإعجابه بأفكارها التي كانت خارج الصندوق.
أكلمت سين عملها في تلك الشركة لعدة سنوات وفي عام 1993 حينما كانت تبلغ 22 من العمر أسست شركتها الخاصة التي تخصصت في تصنيع العدسات بشكل عام وخصوصاً عدسات الساعات وعدسات كاميرات المراقبة عالية الجودة,
اتخذت سين من شقة مكونة من 3 غرف مقراً للشركة وكان شقيقها وأختها وبعضاً من أفراد أسرتها الموظفون الأوائل بها ووضعت كل ما تملك من مدخرات كرأس مالٍ وكان المبلغ لا يتجاوز 3 الاف دولار فقط.
ومن حسن حظها أن الشركة كانت صغيرة في البداية لأن ذلك ساعدها في فهم المجال أكثر وأكثر حيث كانت تضطر للمشاركة في كل أنشطة الشركة من إصلاحٍ وتصنيع وإعداد تصميماتٍ وذلك بسبب قلة عدد موظفي الشركة.
نقطة التحول:
في عام 2001 حيث تعاقدت شركة الالكترونيات الصينية تي سي ال مع شركة زو بعقد طويل لتصينع شاشات الهاتف المحمول لها وفي عام 2003 وقعت سين عقداً جديداً مع شركة موتوريلا لتطوير شاشات هاتف رازر في 3.
بفضل تلك التعاقدات تمكن من كسب أرباحٍ كبيرةٍ مكنتها من تأسيس شركة لنس تكنولوجي «Lens-Technology» لإنتاج شاشات لمس للهواتف الذكية وسرعان ما تلقت الشركة طلباتٍ من أشهر شركات الهواتف المحمولة مثل ان تي سي وسامسونج ونوكيا وحتى أبل ومن هنا تحولت سين لتصبح مالكة أكبر شركة لتزويد شركات الهواتف المحمولة لشاشات اللمس.
المرتبة التي وصلت لها:
في عام 2015 طرحت سين شركتها للإكتتاب العام في البورصة وحققت الشركة أكبر ربح صافي للسهم الواحد بزيادة بنسبة 452 بالمئة في الربع الاول من العام نفسه في سوق الإكتتاب في الصين.
ومطلع عام 2017 أسست سين 32 مصنعاً للشركة في مختلف بلدان العالم وبلغ عدد الموظفيين 90 ألف موظف وبذلك اصبحت أغنى امرأة عصامية في العالم وأغنى امرأة في الصين بثروة قاربت 10 مليار دولار كما صنفتها فورس في المرتبة ال 18 من بين أكثر النساء نفوذاً في آسيا والمحيط الهادئ وكذلك في المرتبة ال 13 بين اثرياء الصين وال 189 على مستوى العالم.
حياتها الخاصة:
على الجانب الشخصي لم تبتعد سين كثيراً عن المسار الذي عرفته طوال حياتها وهو النجاح فهي لم تعاني من تعدد الزيجات كباقي المشاهير والأثرياء حيث تزوجت من رئيس مصنعها السابق ورزقت بطفل وفي عام 2008 تزوجت من زميلٍ قديمٍ لها بزنج جانلوج ورزقت منه بطفلين ولا يزالان سويا لحتى يومنا هذا.
كانت تقول دائماً:
مُصطلح صيني « با دي مان» ويعني «الشخص الذي يجب أن يفعل ما يخشاه الآخرون ويجرؤ على فعل أي شيء»، وتقول سين تأكيدًا لهذا المعنى «لا أريد أن أموت وأنا نادمة على أشياء لم أفعلها».
بالاضافة:
فقد أبي بصره، لذلك إذا وضعنا شيئاً في مكان ما، كان يجب أن يكون في المكان الصحيح كي لا نتسبب في حدوث المشاكل.. هذا هو الاهتمام بالتفاصيل الذي أطلبه من الموظفين في شركتي".